الفن المصرى هل انقضى نحبهُ؟
ذكرت مراراً وتكراراً قبل ذلك أن الفن هو واحة التعبير والشعوب التى بلا فن فى النهاية سيآكلون بعضهم البعض وهذا أمراً مفروغ منه .. ومع هذا الطرح يندرج لنا سؤال هل الفن مسئولية الحكومات أم هو يخرج من جوف المجتمعات ولا دخل للحكومات بهذا... فى الحقيقة الفن المفترض أنه يخرج من جوف المجتمع ، من ضميره من وجدانه ولا لبس فى هذا ، إذاً علينا أن نسئل وما دور الحكومات ؟
فى الحقيقة وهذا نابع من رؤيتى الخاصة الحكومات هنا دورها تلتقط أول الخيط لكى تفسح للفن المجال فينتشر أكثر وأكثر أى أنه بمجرد أن يخرج الفن أو أى حالة ابداعية من جوف المجتمع بات على الحكومات أن تنتبه وتجعل البيئة صالحة ومواتيه لكى ينمو هذا الفن وذاك الابداع ليضرب كل أوصال المجتمع ...
الفن ياسادة هو واحة للتعبير الصادق الذى يخرج من رحم فنان صادق وعندما نُنمى هذا يكون المجتمع كله صادق بلا محالة ، وفى بلدنا مصر الأن أو ربما منذ بضع سنوات والفن المصرى أصابهُ حالة من الجمود ولأسباب كثيرة لستُ بصدد سردها الأن ولكن ما أود أن أقوله أن الفن المصري برمته فى خطر داهم ولابد لنا أن ننقذهُ بكافة السبل وبجميع المسارات .. لا ينبغى لنا أن نظل مشاهدين، لا يوجد مسرح ولا سينما ولا حتى دراما ولا فن فى المدارس أو الجامعات ولا فى قصور الثقافة ،فقدنا كل شىء وهذا أمر جلل فمصر الأن تتحرك للأمام سياسياً واقتصادياً وينبغى أن يكون الفن على نفس المسار وإلا سنكون كالذى يحرث فى أرض جرداء لأنه إن مات الفن حتماً سيموت كل شىء لذا الفن هو آمن قومى ومجتمعي .. الفن هو لإحلال حالة من السلام والحب واحياء الوجدان الجمعي لدى المجتمعات.. ولكن السؤال هنا كيف نحيى الفن من جديد كيف نكتب له الحياة بعدما قضى نحبهُ ومن المسئول على احياؤه فهنا يكمن سر النجاة والحياة .. فى الحقيقة وفى هذه الآونة لا يمكننى أن أُجاوب على هذا السؤال ولكنى وببساطة هناك قاعدة عامة تقول من أتلف شيئاً فعليهِ إصلاحهُ .. ومن يقع عليه عبىء الإتلاف هنا على حد زعمي هو من لم يسمح للفن الذى خرج من رحم المجتمع أن ينمو ويسير بين أطياف المجتمع، هو من لم يلتقط طرف الخيط لكى يصنع منه نسيج من الحب والسلام وسلامة الوجدان ..
الفن ياسادة ليس فقط للمتعة أو للترفيه الفن هو لجعل المجتمعات متمكنة من ذاتها ومتواصله أكثر مع روحها .. الفن هو لغة الروح والمجتمعات التى تفقد فنها تعيش مجتمعات قاسية بلا روح مجتمعات تلهث فقط خلف المادة من هنا تأتى الغلاظة فى التعامل والفعل ورد الفعل وفى النهاية الكل سيآكل بعضه البعض وقد تتلاشى فكرة الاوطان التى جمعت هذه المجتمعات تحت رايتها ،
أما بالنسبة لمصرنا العزيزة الآبية علينا أن ننتبه ونجعل الفن ينتشر أكثر وأكثر ، فى المدارس والجامعات والمسارح والسينمات وقصور الثقافة ... الفن هو أمن قومى لو اندثر أو قضى نحبه نكون أمام معضلة كبيرة وهى علو الاصوات الخشنة والتلاحم بالأجساد والتنابز بطلقات الرصاص .. إذاً فما هو الحل .. الحل لابد لنا أولاً أن نعلى من قيمة الفن وأن نعلم أولاً ما هو الفن ثم الباقى يآتى تباعاً
إرسال تعليق