تعكس مسيرة رائدة الأعمال ياسمين ثروت نموذجًا ملهمًا للتحول والنجاح، حيث قادتها تجربتها الشخصية الصعبة إلى بناء إمبراطورية تجارية طموحة بدأت من شغفها بالموضة والجمال.
إنها حكاية لا تقتصر على النجاح المالي فحسب، بل تمتد لتشمل الإصرار على تحويل الأزمات إلى فرص، مما جعلتها واحدة من أبرز الأسماء في عالم ريادة الأعمال بمصر.
رحلة شخصية محطات مؤلمة ونقطة تحول
تشارك ياسمين ثروت تفاصيل مؤثرة من حياتها، تكشف عن فترة صعبة تلت تخرجها من الجامعة وزواجها وإنجابها لثلاثة أطفال.
تروي ياسمين عن إصابتها بـ "مرض نادر" في عام 2018، حيث كانت تعيش "في آلام رهيبة" وتحت تأثير أدوية أفقدتها القدرة على التعبير بشكل طبيعي، حيث قالت: "كنتُ أعيش في آلام رهيبة وفضلت سنين كتير على أدوية، وكنت خايفة أتكلم".
توجت هذه الفترة بإجرائها لـ "عملية جراحية كبيرة جداً في أمريكا"، كانت هذه العملية بمثابة مفترق طرق حاسم في حياتها.
وتصف ياسمين ما حدث بعد العملية قائلة: "حياتي اتغيرت بعد العملية وكانت نقطة تحول كبيرة في حياتي"، معبرة عن امتنانها لهذه الفرصة الثانية: "ربنا إداني فرصة لحياة تانية ولازم أستفيد من حياتي وخفيت من حاجة كانت تعباني".
هذه التجربة عمقت لديها الرغبة في ترك بصمة إيجابية واستثمار هذه الحياة الجديدة.
الشغف القديم يتحول إلى مشروع ميلاد POSH SHADES
لطالما كان لياسمين شغف عميق بالموضة والأزياء.
تعترف بأنها كانت محبة للموضة والملابس، وكانت تسعى دائمًا لجلب كل ما هو جديد ومبتكر ليشاركها الناس فيه، تقول: "طول عمري بحب الفاشون واللبس، وكنت كل ما أجيب حاجة الناس تسألني عليها".
انطلاقًا من هذا الشغف ورغبتها في العودة للحياة العامة، قررت ياسمين ثروت البدء بمشروع صغير وبسيط، قائلة: "وبدأت حاجة صغيرة كده، بمبلغ صغير، أون لاين على الإنستجرام ولقيت إقبال"، هكذا وصفت بداية مشروعها الأول.
كانت الانطلاقة الكبرى لمشروعها التجاري عندما باعت "أول نضارة شمس".
تصف ياسمين هذه اللحظة بكونها "فرحة أول ما بعت أول نضارة شمس كانت كبيرة جداً".
التوسع والانتشار رؤية طموحة لمستقبل POSH SHADES
تحول هذا المشروع الصغير، الذي أطلقت عليه اسم "POSH SHADES"، إلى علامة تجارية رائدة وناجحة في السوق المصري. لم تتوقف ياسمين عند البداية المتواضعة عبر الإنترنت، بل سعت إلى التوسع الفعلي والانتشار الجغرافي.
تكشف ياسمين عن خططها الطموحة للنمو، حيث أشارت إلى أن علامتها التجارية "POSH SHADES" تنمو بشكل كبير.
وتوقعت أن يصل عدد فروعها إلى 7 فروع بنهاية العام الحالي، مما يؤكد على قوة نموذج العمل الذي اتبعته وقدرتها على تحقيق نمو سريع وملموس في قطاع التجارة والتجزئة.
رائدة أعمال تخطو نحو العالمية
تُعد ياسمين تروت مثالاً حيًا لرائدة أعمال مصرية استطاعت أن تدمج بين قوتها الداخلية وشغفها الخارجي لتحقيق النجاح.
قصتها ليست مجرد سرد لتوسع تجاري، بل هي رسالة أمل مفادها أن التحديات الصحية والشخصية يمكن أن تكون هي الدافع الأقوى للبدء من جديد وتحقيق الأحلام، من الانطلاق عبر الإنترنت إلى التوسع بفروع متعددة، لتصبح نموذجاً يحتذى به في طموح ريادة الأعمال وصولاً إلى العالمية.
إرسال تعليق